يُعد مشروع طحن وتكرير الفول السوداني في بوتسوانا نموذجًا للتعاون الزراعي بين الصين وأفريقيا. ومنذ تشغيله عام ٢٠٢٣، شكّل سلسلة صناعية متكاملة.
بالاعتماد على موارد الفول السوداني المحلية عالية الجودة، يتميز المشروع بطاقة معالجة سنوية تبلغ 500 طن، منتجًا زيت فول سوداني عالي النقاء ومنتجات بروتينية للتصدير إلى أسواق تشمل الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا. وباعتباره أول مشروع حديث للمعالجة العميقة للمنتجات الزراعية في بوتسوانا، فإنه يستخدم تقنيات الضغط منخفضة الحرارة والتكرير الفيزيائي الرائدة عالميًا، مما يحافظ على القيمة الغذائية الطبيعية للفول السوداني مع الامتثال لمعايير الغذاء الدولية IFS. المصنع مجهز بخطوط إنتاج آلية ونظام صارم لمراقبة الجودة، مما يضمن إمكانية التتبع الكامل من اختيار المواد الخام إلى تعبئة المنتج النهائي، مما يعزز بشكل كبير القدرة التنافسية العالمية لمنتجات الفول السوداني الأفريقية. ومن خلال نقل التكنولوجيا والعمليات المحلية، لا يسد هذا المشروع فجوة في صناعة المعالجة العميقة للفول السوداني في بوتسوانا فحسب، بل يمثل أيضًا معيارًا للقيمة المضافة للمنتجات الزراعية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

يعتمد المشروع على تكنولوجيا الضغط المنخفض الحرارة والتكرير الفيزيائي الرائدة في العالم، ويضمن جودة المنتج من خلال أربع عمليات: أولاً، يتم تنظيف المواد الخام للفول السوداني مرتين بواسطة آلات الغربلة والحجر؛ ثانياً، يتم استخدام عملية الضغط المنخفضة الحرارة (يتم التحكم في درجة الحرارة تحت 60 درجة مئوية) للاحتفاظ بالمواد الفعالة مثل فيتامين E إلى أقصى حد؛ ثالثاً، تتم إزالة الأفلاتوكسين من خلال تكنولوجيا التقطير الجزيئي، بحيث يكون محتوى السموم في الزيت النهائي أقل بنسبة 50٪ من معيار الاتحاد الأوروبي؛ وأخيراً، تم تجهيزه بخط تعبئة الفراغ ونظام الحفاظ على النيتروجين لضمان تمديد العمر الافتراضي للمنتج إلى 18 شهرًا.
تخضع كل دفعة من المنتج لاختبارات كروماتوغرافيا الغاز، حيث تتجاوز قيمة البيروكسيد (≤ 0.5 مليمول/كجم) وقيمة الحموضة (≤ 0.8 ملغ هيدروكسيد البوتاسيوم/جم) المعايير الدولية. لا يقتصر هذا المزيج التكنولوجي على معالجة مشكلة قابلية الفول السوداني للتلف في المناطق الاستوائية فحسب، بل يُمكّن المنتج أيضًا من الحصول على شهادات الكوشر والحلال، مما يُمهد الطريق للتوسع في سوق الشرق الأوسط الراقية.
